صوت أبّا لأنّ الروح الذي نلتموه لا يستعبدكم ويردّكم إلى الخوف، بل يجعلكم ابناء الله وبه نصرخ إلى الله: "أبّا أيها الآب" (رو 8 :15)

مسبحة دم يسوع الثمين

ايقونة دم يسوع الثمين

 

س: الّلهمّ أصغِ إلى معونتي.

ج: يا رب أسرع إلى إغاثتي.

 

+ المجد للآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

 

السرّ الأوّل:

إنّ الدم الثمين الذي أهرقه لأوّل مرّة فادينا الحبيب، كان في اليوم الثامن بعد ميلاده، حين اختتن تكميلاً للشريعة الموسويّة. 

إنّ يسوع صنع ذلك ليفي للعدل الإلهيّ عن زلاّتنا، لنحرّك فينا شواعرَ التوجّع على ذنوبنا، ولنعِد السيّد المسيح بأن نعيش بنعمته الإلهيّة من الآن وصاعدًا بالطهارة روحًا وجسمًا. آمين.                                   

تُتلى خمس مرّات أبانا ومرّة المجد.

نسألك يا ربّ أن تُشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.
 

السر الثاني:

إنّ يسوع أهرق بغزارة دمه في بستان الزيتون، حتّى أنّ الأرض ابتلّت منه، وذلك لنظره الخيانة العظيمة التي سيعامله بها البشر عن حبّه المفرط لهم.

أوَّاه! لنندم إذًا على المعاملة السيئة التي كافأنا بها إحساناته العديدة، ونقصد أن نستفيد من نعمه وإلهاماته المقدّسة. آمين.   

تُتلى خمس مرّات أبانا ومرّة المجد.

نسألك يا ربّ أن تشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.

 

السرّ الثالث:

إنّ السيّد المسيح، أهرق دمه في جَلده الأليم، بنوع أنّ هذا الدم الثمين كان يتفجّر من جسمه الكريم ومن أعضائه بغزارة. فكان يقدّم ذلك إلى أبيه الأزليّ، وفاء عن عدم صبرنا وعن تفاهتنا.

فلماذا لا نزجر فينا ثورة الغضب، ونكبح حبّ الذات، لنجتهد أن نعتصم في المستقبل بالصبر في المحن وفي استصغار أنفسنا، فنقتبل بسكون الإهانات التي تواجهنا. آمين. 

تُتلى خمس مرّات أبانا ومرّة المجد.

نسألك يا ربّ أن تشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.

 

السرّ الرابع:

إنّ الدم سال بوفرةٍ من هامة يسوع، لمّا تكلّل بالشوك قصاصًا عن كبريائنا وأفكارنا الشريرة. وأمّا نحن فلم نزل نلازم ونرعى فينا روح الكبرياء والعجرفة، ونزرع في أفكارنا التطوّرات الدَنِسة والتخيّلات القبيحة.

لنتمعَّنْ إذًا فيما بعد، ونتصوّر دائمًا فناءنا الحقيقيّ، وشقاءنا، وضعفنا، لنقاوم بصدق وثبات جميع هجمات الشيطان الأثيمة. آمين.

تُتلى خمس مرّات أبانا ومرّة المجد.

نسألك يا ربّ أن تشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.

 

السرّ الخامس:

أوَّاه! كم من الدم فاض من عروق يسوع المحبوب، في سَيْره إلى جبل الجلجلة وهو مُثْقَل بالصليب، حتّى أنّ الشوارع التي اجتازها في أورشليم تلطّخت بهذا الدم الثمين، وكلّ ذلك وفاء عن الشكوك والأمثلة الرديئة التي تجذب القريب، وتحمله على الذهاب في طريق الهلاك.

آه! يا ترى، ألم نكن نحن من جملة هؤلاء التُعَساء. مَن يعلم كم وكم من الأنفس قد زُجَّت في جهنّم بسبب أمثالنا الرديئة لنُصْلِحْ ذلك، ولنبذل جُهدنا، ونسعى لخلاص النفوس بواسطة نصائحنا وإرشاداتنا التقويّة وأمثالنا الصالحة، آمين.

تُتلى خمس مرّات أبانا ومرّة المجد.

نسألك يا ربّ أن تشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.

 

السرّ السادس:

إنّ المخلّص سفك دمه بأوفر غزارة في صَلْبه الأليم، عندما تدفّق من عروق جسمه المهشَّم وشرايينه الممزَّقة مثل ينبوع من يديه ورجليه، ذاك الدم بلسم الحياة الأبديّة غفرانًا عن جرائم العالم وآثامه.

هل يوجد بعد مَن يريد أن يداوم على ارتكاب الخطيئة ويجدّد بذلك صَلْب ابن الله الوحيد؟ لِنبكِ إذًا بمرارة نقائصنا، ونكفّر عنها أمام خادم السرّ المقدّس، ولنبتدئ منذ الآن سيرة مسيحيّة صالحة، مصوّرين أمام أعيننا عِظَم مقدار الدم الكريم الذي أهرقه يسوع المسيح لخلاصنا الأبديّ.

تُتلى خمس مرّات أبانا ومرّة المجد.

نسألك يا ربّ أن تشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.

 

السرّ السابع:

أخيرًا، أَهرقَ يسوع دمه بعد موته، حينما اخترقت الحربة جنبه، وجرحت قلبه المحِبّ. فخرج منه إذّاك دم وماء، ليبرهن لنا أنّه قد أهرق دمه كلّه حتّى آخر نقطة لأجل خلاصنا. فيا لها من رأفة وحبّ متناهيين، رأفة مخلّصنا الحبيب الذي تفانى في سبيل خلاصنا.

وبما أنّنا عاجزون عن تقديم الشكر لفادينا المحبوب، لنَدْعُ إذن جميع القدّيسين والملائكة، ونستغيث بوالدتنا الطاهرة مريم العذراء ليسبّحوا ويمجّدوا عنّا دمك الثمين هاتفين:

ليحيَ دم يسوع المبارَك، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.

تُتلى خمس مرّات أبانا ومرّة المجد.

نسألك يا ربّ أن تشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.

 

صلاة

أيّها الدم الثمين للحياة الأبديّة، أنت الذي تحامي دائمًا عن قضيّة البشر أمام عرش القدير الرحوم الغفور؛

إنّي أسجد لك وأعبدك بكلّ احترام، وأرغب بكلّ قواي أن أعوّض عن الإهانات والشتائم التي تَلْحَق بك من البشر، وخاصّة من الذين يجرؤون على التجديف عليك.

يا ترى! من لا يبارك هذا الدم اللامتناهي في القيمة، ومن لا يلتهب حبًّا بيسوع الذي أهرق دمه لأجلنا؟ فماذا كان حلّ بي لو لم أُفتَدَ بهذا الدم الإلهي، ومَن الذي ساقه إلى سفكه لآخر نقطة من عروقه إلاّ محبّته الغير المتناهية؟

فيا أيّتها المحبّة المقدَّسة، أنتِ التي مَنَحْتِنا هذا البَلْسَم الخلاصيّ، ويا أيها البلْسَم الثمين المنبعث من ينبوع المحبّة الفائقة، إجعل القلوب والألسن تبارككَ وتمجّدكَ وتشكركَ، الآن وعلى الدوام وإلى أبد الآبدين. آمين.

لقد افتديتنا يا ربّ بدمك الكريم وجعلْتنا مُلْكًا لإلهنا.

 

صفحات ذات صلة:

طلبة دم يسوع الثمين